نظرة حول صندوق الاستثمارات العامة

 


سجل صندوق الاستثمارات العامة في الاربع سنوات الماضية اداءً غير مسبوق ليس فقط إقليميًا بل حتى عالميًا.

حيث لم يسبق أن يتمكن صندوقً سيادي بمضاعفة قيم محافظه الاستثمارية بالنسب التي وصل اليها الصندوق السعودي في هذه الفترة القصيرة، حيث تمكن خلال ثلاث سنوات فقط من مضاعفة حجمه من 560 مليار ريال إلى ما يقارب 1.3 تريليون ريال.

وما كآن ملفتًا أيضاً هو مرونة الصندوق وجرأته في اقتناص الفرص سواءً في الاسواق المالية أو المشاريع الاستثمارية، ولنا في أدائه خلالجائحة كوفيد-١٩ اكبر دليل.

وعلى الرغم من حجم وعدد الاستثمارات، الا ان الصندوق تمكن من المحافظة على عمله ضمن أطار إستراتيجياته الاساسية.

والتي تتمحور في تنويع الاستثمارات بين المحلية والخارجية، ونرى أن مشاريع الصندوق داخل المملكة او خارجها أصبحت ترسم خارطةالاقتصاد السعودي وأيضاً اقتصادات المنطقة في العديد من المجالات.

المساهمة في توطين الصناعات، قطع الصندوق شوطًا كبيراً في هذا المجال، حيث نجحت المملكة عن طريق الصندوق في السنوات القلية الماضية من الاستحواذ او دعم الشركات المحلية لتوطين صناعات عديدة من أهمها صناعة الطاقة والنفط والغاز. 

مما سوف يجعل المملكة في المستقبل القريب نقطة التقاء أقليمية لهذه الصناعة.وتكمن أهمية توطين هذه الصناعة ليس فقط كونها أمن استراتيجي لدول المنطقة أو رافد مالي كبير، بل ايضاً منطقتنا تساهم في أنتاج اكثر من عشرون بالمئة من إنتاج العالم من الطاقة، ولذلك مهم جداً المحافظة على أستمرار تدفق هذه الإمدادات لاستقرار الاقتصاد العالمي.

تعظيم عوائد الصندوق كان من أهم أهدافه، لكي يتسطيع مواكبة الصناديق السيادية والاستثمارية الاخرى في العالم.

فالصندوق منذ تأسيسه كانت متوسط عوائده قليلة جداً تتأرجح عند 2%.

لذلك أتخذ الصندوق استراتيجيات جديدة، مثل التخارج من المشاريع المستقرة ذات الارباح القليلة والتوجه الى اقتناص المشاريع الناشئة واستغلال الأزمات.

ونجحت هذه السياسة كما اشار سمو سيدي ولي العهد في حديثه أن بعض الصفقات في الصندوق سجلت عوائد مالية تتجاوز  140%. وأن الصندوق أصبح الان وخلال فقط ثلاث سنوات لا يحقق أقل من 7% عوائد على استثماراته.

وهذا يحقق رافد مالي كبير للدولة سوف يساهم في المستقبل بارتفاع العائد غير النفطي للدولة، وبالتالي يساهم في تحقيق أحد أهم ركائزالرؤية.

لذلك أعتقد أن المراهنة على كون الصندوق الذراع الحقيقي لتحقيق الرؤية، كانت من أذكى المراهنات وأدقها، حيث أن ما كان مستحيل ومن ضرب الخيال في عيون الكثير اصبح تحقيقه الان ممكن ولكن شاق.

أثبت الصندوق انه قادر وفي المسار الصحيح نحو مضاعفة حجمه إلى سبعة تريليونات ريال، والتربع على عرش الصناديق الاستثمارية.


للكاتب : م. محمد القباني


اكتشاف المزيد من مجلة الإخلاص

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

1 Comment

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *